محمد ياسين : وزارة التربية والتعليم / فلسطين
ملخّص
تَبرُزُ أَهَمّيَّةُ هذِهِ الدّراسَةِ مِن خِلالِ طَرحِها لِقَضِيَّةِ تَنوين المُنَادى المَبنِيّ عَلى الضَّمّ، حَيثُ إِنَّهَا تَتَناوَلُ ما وَقَعَ بَينَ النُّحاةِ مِن خِلافٍ في تَنوينِ المُنَادَى المَبنِيّ، رَجَاءَ الكَشفِ عَن ذَلِكَ الخِلاف؛ وَإِبراز التَّفسير الجَدِيد لِظَاهِرَة تَنوين المُنَادَى المَبنيّ، وَعَدم الاكِتفَاءِ بِالضِّرورَةِ الشّعِرِيّة، بَلْ دِراسَة الظَاهِرَة دِراسَة دِلاليَّة، بِالاعْتِمَادِ عَلى السِّياقِ.
كَمَا يَهدِفُ هذا البَحثُ إِلَى َتحْليلِ هَذِهِ الظَاهِرَة وتَفسيرها تَفسيراً دَلالِيًّا يَعْتَمِدُ عَلى السِّياقِ، ولكن لا بد ألا نغفل إنطاق المَقَام، وَبَيان أَهَمِّيَّة السِّياق ودوره فِي تَفسير تَنوينِ المُنَادَى الَمبنِيّ؛ لِأَنَّ الخُروجَ عَن الأَصل مَحكومٌ بِأطر سيَاقِيَّة مَقامِيَّة تَهدفُ إِلَى إِبرازِ المَعاني الدِّلاليَّة، وَيظهر هَذَا الأَمرُ جَليًّا فِي الشَّواهِدِ الَّتِي أَجازَت تَنوين المُنَادَى العلم وَالنَّكرة المَقصودَة.
وفي جانب الإجراءات المنهجيّة رُصِدت الشَّواهِدِ الَّتِي جاء فيها المُنَادَى المَبْنِيّ على الضّمّ منوّنًا، وعُرضت آراء النّحاة فيها، فبَعضُهم نَعتَ هَذَا الخروج بِالضَّرورَةِ الشّعرِيَّةِ، وذَكرَوا بِأَنَّ هَذَا التَّنوين جَاء لِلضرورَةِ الشِّعْرِيَّة، ثُمَّ طُرِحت رؤيَةٌ جَدِيدَةٌ تُفسِّر هَذِهِ الظَاهِرَة تَفسيراً دِلالِيّاً بِالاعْتِمادِ عَلى السِّياقِ المَقامِيّ لِلشَّاهِدِ.
أمَّا عَن مَنهَجِ البَحثِ، فَالمَنهَجُ الذي قَامتْ عَليهِ هَذِهِ الدِّراسَةُ هُوَ مَنهَجٌ وَصفيٌّ تَفسيريٌّ، فَقَد قُمْتُ بِرَصْدِ الشَّواهِد وَتجميع الآراء حَولهَا وَدِراستها مِنْ جِهَتَين: وَصفِيّة، وَأُخرى تَفسيريَّة تَقومُ بِتَحليلِ الظَّاهِرة بِالاعتِمَادِ عَلى السِّياقِ.
وَخَلصَ البَحثُ إِلَى أَنَّ تنوين المُنَادَى العلم يُعْطِي وَظِيفَةً دِلالِيَّةً، كَالتَّنكيرِ، وَالتَّعظِيم، وَالدَّلالَةِ عَلى التَّذكِير، وَلأَمن اللَّبسِ، فَهَوَ أَدلُّ عَلى المَعْنَى مِن الضَّمَّةِ وَحْدَهَا. فَالتَّنوين أَعْطَى الشَّاعِر فُرصَةً مضاعفةً لِلتَّعبيرِ عَنِ المَعْنَى، بِحَيث كَانَ البَوحُ مِنْ خِلالِهِ أَقوى وَأَكثر إِيضاحَاً مِن الضَّمَّةِ لِلمَعْنَى المَقصودِ، كَمَا أَنَّ التَّنوينَ مِن النَّاحِيَةِ الصَّوْتِيَّةِ يُعَدُّ نونَاً سَاكِنَةً، وَهَذا الصَّوتُ يُعْطِي مَعنًى دِلاليًّا مُختَلِفاً عَن المَعنى الَّذِي تُعطيهِ الحركَة القَصيرة.
الكلمات المفتاحيّة: المنادى، البناء، التّنوين، الشّاهد النّحوي، القيمة الدلاليّة.