Main Menu

عمر العمري / قسم التاريخ / كلية الآداب / جامعة اليرموك

ملخّص

جاء تفاعل الأردنيين مع القضية الفلسطينية منذ بداياتها مطلع القرن العشرين نابعاً من روابط الدين والجوار المباشر والتكامل الاقتصادي، والروابط القومية المشتركة، كاللغة والثقافة والمصير المشترك والثوابت الأساسية للثورة العربية الكبرى. إن هذا الارتباط الوثيق بين الشعبين الأردني والفلسطيني حقيقة قومية، أثبتتها تشابك الأصول والفروع والتحام المصالح الحيوية، حيث لم يرتبط الأردن عبر تاريخه الطويل بشيء كارتباطه بفلسطين والقضية الفلسطينية حتى قبل تبلوره ككيان سياسي في المنطقة عام 1921م.

لم تكن القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن قضية سياسية فحسب، ولا مجرد مسألة قيم وحقوق ومبادئ، أو قضية شعب شقيق، بل كانت قضية محورية، وهماً يومياً حمل قسطاً من أعبائها، كما كانت قضية الأردن - ملكاً وحكومة وشعباً الهبت مشاعره، وشغلت تفكيره منذ ولادتها حتى اليوم، وإذا كان الفكر القومي العربي قد اعتبر هذه القضية قضيته المركزية العربية الأولى، فإن الأردن قد تعامل معها على أساس أنها قضية أردنية، وقدر ومصير وتاريخ وحاضر ومستقبل، إضافة لكونها القومية الأولى.

إن تعامل الأردن مع القضية الفلسطينية لم يأت إقحاماً، ولا تعاملاً طارئاً، أو موسمياً بل قدراً لما بين الشعبين الأردني والفلسطيني من ترابط عضوي وثيق مستنداً لاعتبارات قومية، جغرافية وتاريخية، تمثلت بروابط الدم، والدين، والتاريخ، والمصير والجوار المباشر، ووحدة الآلام والآمال ... إلخ، فعاش مأساتها مرحلة منذ ولادتها، بكل جوارحه وأحاسيسه، وكان ملازماً لها، متفاعلاً معها، مؤثراً ومتأثراً بها، فقدّم في سبيلها المال والسلاح والشهيد تلو الشهيد، كما كانت العامل الأكثر تأثيراً من الناحية السياسية في تاريخ قيام الكيان الأردني وتطوّره.

ومن هنا فقد وقف الأردن أميراً وحكومة وشعباً إلى جانب الشعب العربي الفلسطيني الشقيق في محنته، وكفاحه العادل والمشروع في سبيل نيل حريته واستقلاله. وقدم كل ما من شأنه دعم هذا الكفاح سواء تمثل ذلك بالدعم المادي أو المعنوي، وكذلك عقد المؤتمرات الرسمية والشعبية وقيام المظاهرات ورفع البرقيات والاحتجاجات ومساندة الثورات الفلسطينية، ورفض وعد بلفور والتقسيم والهجرة الصهيونية إلى فلسطين وكل ما من شأنه النيل من حرية الشعب الفلسطيني الشقيق واستقلاله.

الكلمات المفتاحيّة: الأردن، فلسطين، الموقف الرسمي والشعبي، المؤتمرات الرسمية.

Full Text