بشرى بلقاسمي/ الأكاديميّة الجهويّة للتربيّة والتكوين، فاس – مكناس، المغرب
ملخّص
يحرص المقال على تقديم مقاربة وظيفية لاكتساب الطفل للجملة إنتاجا وفهما، وتتحدد الجملة في اللسانيات الوظيفية باعتبارها فعلا خطابيا يتشكل من مؤشري المتخاطبين ومؤشر القوة الإنجازية وفحوى خطابي، ويتضمن الفحوى الخطابي فعلا حمليا وفعلا إحاليا، وسيظهر العمل أن تحقق الاكتساب يستلزم استضمار الطفل لما يعرف في أدبيات اللسانيات النفسية بالجملة الناموسية، وسيتبنى العمل أن هذه الجملة الناموسية هي البنية التحتية للجمل وفق المقاربة الوظيفية، والتي تربط المعالجة اللغوية بالسياقين المقامي والمقالي وبالأهداف التواصلية، ويستلزم ذلك مساهمة كل القدرات المشكلة للملكة التواصلية، بحيث تتدخل القدرة الإدراكية بغرض استقبال المثير اللغوي المناسب، وتتيح القدرة المعرفية للطفل الاستيعاب والتكيف، وتمكنه القدرة اللغوية من القيام بعمليات فك التشفير الصرفي التركيبي والصواتي، وفك الصياغة في المستويين العلاقي والتمثيلي، وكذلك تزويد المعجم بالمعجميإت التي سيتم انتقاؤها لاحقا أثناء إنتاج الجملة، وتسمح القدرة الأدائية بإنتاج الجمل تلفظا أو كتابة، ولقد مُثّل لهذه القدرات جميعها داخل نموذج نحو الخطاب الوظيفي هنخفلد Hengeveld وماكنزي Mackenzie (2008) الممثل للقدرة التواصلية أثناء إنتاج اللغة والنموذج المعدّل البلقاسمي (2019،2017) الممثل لإنتاج اللغة وفهمها، وسيحرص العمل على تفسير تدخل هذه القدرات أثناء نشوئية الجملة بدءا من إدراك الجملة إلى إنتاجها، ليتمكن الطفل في مراحل الاكتساب المتقدمة من تحديد غرضه التواصلي، ثم البدء في عملية الصياغة وفق ما استدمجه من بنى تحتية أو جمل ناموسية، بحيث يقوم أولا بانتقاء الفعل الخطابي بقوته الإنجازية وفحواه الخطابي، يُتبعه بعملية التعبير الصوري عبر التشفير الصرفي – التركيبي، مستثمرا كل ما اكتسبه من قدرة على توظيف الصرفيات النحوية المناسبة، ثم القيام بعمليات التشفير الصواتي باستيعاب القواعد التطريزية، وسيثبت العمل ما توصلنا إليه في مبحثين سابقين من نتائج، أولها أنه لا ينبغي أن تفصل دراسة الاكتساب إنتاج اللغة عن إدراكها، وثانيها أن اكتساب الجملة أيضا كمثل باقي مراحل الاكتساب التي سبقته، تتدخل فيه جميع مكونات القدرة التواصلية، وثالثها أن التنظير للاكتساب اللغوي ينبغي أن ينطلق مما هو مشترك بين اللغات أي من البنية التحتية للجمل أو الجملة الناموسية، وفق نمذجتها المقترحة داخل الأدبيات الوظيفية بحكم أنها تربط معالجة اللغة بالسياق وبالأهداف التواصلية.
الكلمات المفتاحيّة: نشوئية الجملة، القوة الإنجازية، الجملة الناموسية، المعجم الذهني، النفاذ المعجمي، التشفيرالصواتي، التشفير الصرفي التركيبي.