السياسة الخارجيّة الروسيّة تجاه أفريقيا في عهد الرئيس بوتين الأهداف والاستراتيجيّات وآفاق المستقبل
بهاء الدين مكاوي محمد قيلي / أستاذ مشارك، قسم الشؤون الدولية، كلية الآداب والعلوم، جامعة قطر، الدوحة، قطر.
الملخص
يهدف هذا البحث إلى مناقشة أهداف السياسة الروسية في أفريقيا واستراتيجيّاتها ومستقبلها خلال عهد الرئيس بوتين. تتركز مشكلة البحث على أسباب إصرار القيادة الروسية على التوسع في أفريقيا، رغم وجود قوى دولية كبرى تتمتع بقدرات اقتصادية ونفوذ سياسي أكبر في القارة، مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية . يحلل البحث فرص العلاقات الروسية الأفريقية وتحدياتها ومستقبلها. ويستخدم البحث منهجيات تاريخية واستكشافية ووصفية تحليلية، ويعتمد على مقترب "دور الدولة" في السياسة الخارجية. توصل البحث إلى عدة نتائج، منها أنه على الرغم من تركيز روسيا على جوارها الجغرافي المباشر في أوراسيا، فإنّ شعورها بعدم الأمان بعد الحرب في أوكرانيا دفعها إلى مناطق بعيدة مثل أفريقيا بهدف كسر العزلة وكسب التضامن الأفريقي داخل أجهزة الأمم المتحدة. حالياً، لروسيا وجود في كل أنحاء القارة تقريباً، حيث توجد في بعض دول شمال القارة كمصر وليبيا، وفي شرقها كما في أثيوبيا وكينيا، وفي الوسط في عدة دول كتشاد وأفريقيا الوسطى، وفي مناطق عديدة في غرب أفريقيا مثل مالي والنيجر وغيرها، بالإضافة إلى وجودها في جنوب أفريقيا. ومع ذلك، فإن محدودية الاستثمار الروسي في أفريقيا، بسبب صغر حجم اقتصادها، دفعت روسيا إلى اعتماد وسائل بديلة تناسب قدراتها وظروفها، مثل الاستعانة بالشركات العسكرية شبه الحكومية، واستغلال المعادن، ونشر الأسلحة، والتضليل، والتلاعب بنتائج الانتخابات، ودعم الانقلابات العسكرية.
الكلمات المفتاحيّة: الاتحاد الروسي، أفريقيا، فاغنر، الموارد، تجارة السلاح.